28 - 06 - 2024

تباريح | قتلى بأمر رئاسي

تباريح | قتلى بأمر رئاسي

(أرشيف المشهد)

  • 3-12-2015 | 19:21

عفيفي حسن عفيفي ، طلعت شبيب ، عمرو سعيد أبو شنب ، ثلاثة قتلى في أسبوع واحد وبيد قاتل اعتباري واحد ، فالقاتل الحقيقي عادة ما يذهب إلى حال سبيله مفلتا من العقاب في حماية السلطة التي قتل باسمها ، ولا يجد الناس من يعلقون الدماء في رقبته ، غير الرجل الذي صعدوا به إلى قمة السلطة ، فصعد بهم إلى المقابر .

لا جدوى من تنمية اقتصادية ، ولا من فرض الأمن ، ولا من محاربة الإرهاب مادام الناس يقتلون بيد من يفترض أن يقوم على حماية أرواحهم ، والشرعية ليست صكا مفتوحا ولا أبديا ، وإنما تكتسب وتفتقد بممارسات من منحها الناس له وائتمنوه على أنفسهم ووطنهم .

حالات القتل داخل أقسام الشرطة وصلت 6 حالات في نوفمبر ليس في منطقة بعينها ، وانما توزعت بالقسطاس على خريطة مصر من حدائق القبة والمطرية إلى شبين القناطر وكفر الدوار وطنطا والإسماعيلية والأقصر ، ووفقا لمؤسسات حقوقية فإن عدد القتلى داخل السجون وأماكن الاحتجاز بلغ 323 مصريا خلال الفترة من 5 نوفمبر 2014 إلى 16 سبتمبر 2015 (315 يوما) بمعدل يزيد قليلا على قتيل كل يوم.

مع حال كهذا .. لا تصلح الأغاني الوطنية ، ولا المشروعات القومية التي يجري الإعلان عنها ، ولا البيانات الباردة التي تصدرها وزارة الداخلية نافية مسؤوليتها ، ولا ابتسامات الرئيس وحنوه المصطنع ، ولا التضخيم من الأخطار التي تحدق بالبلاد ، فالوظيفة الأولى لأي نظام هي حماية أرواح مواطنيه وليس تبديدها هكذا في غير معركة ، اللهم إلا معركة كسر نفس الوطن وفرض الخوف على المواطنين.

على أي شيء يستند ضابط الشرطة الذي يقتل دون أن يرف له جفن ؟؟ أغلب الظن أنه يستند إلى كلمات للرئيس السيسي وقت أن كان وزيرا للدفاع حيث قال ما نصه : "الضابط اللي حيضرب قنابل غاز وخرطوش وحد يموت أو يحصله حاجة في عينه مش حيتحاكم، والمتظاهرين أدركوا ذلك ، خلاص" ،  كانت المناسبة اجتماعا غلب على حضوره قادة الجيش والشرطة ، وتم تسريبه بداية أكتوبر عام 2013 (https://www.youtube.com/watch?v=Jy9B4jyxw3g) ومن ثم فإن تحويل ضباط الشرطة وأفرادها إلى أصنام لا يجوز للعدالة أن تأخذ مجراها معهم ، قد تم بيد الرئيس السيسي نفسه ، وعليه أن يكسر أصنامه ، أو يتحمل المسؤولية القانونية والجنائية والمدنية نيابة عنهم.

يعلم الناس جيدا إلى أين يخطو النظام ، ومع ذلك فهم يتحملون في صمت وصبر نتائج خياراتهم ، غير أن احتمالهم لن يدوم طويلا ، وربما يفاجئون العالم مرة أخرى بثورة عارمة تقتص من ظلامهم.

يعلم الناس جيدا أن أحلام الثورة الكبيرة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية لن تتحقق على يد هذا النظام الذي لم يكتف بقتل الأحلام وإنما يقتل الثورة ذاتها ، تحت ذريعة الإرهاب والتحديات الاقتصادية الضخمة والمؤامرة الخارجية ، بينما النظام في الحقيقة يتآمر على نفسه ويمد للآخرين الحبل الذي يشنقوه به.

راجع أسماء الفائزين بمقاعد البرلمان وترسانة القوانين التي صدرت منذ 30 يونيو 2013 ، راجع حال الإعلام ، وكيف يطهر الأصوات الشريفة بإبعادها ويقرب المتزلفين وكهنة كل عصر ، راجع حال السجون وأحكام القضاء ، راجع مستويات التضخم وكيف ترتفع ، وعدد المصانع المغلقة والعمالة التي تشرد ، راجع اختيارات المسؤولين الكبار ، راجع كل ذلك لتتأكد أنهم يغلقون باب الأمل بأيديهم ، ثم يطالبون الآخرين بألا يغلقوه.

[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان